خيانة الأمانة بين الزوجين
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام
رواد ومتصفحي منتدى الحياة الأسرية.
خيانة الأمانة بين الزوجين
كما هو معلوم أن الأسر تشكلها العديد من العناصر المختلفة والمنضوية تحت لواء بيت الأسرة ومن أهمها الحياة الزوجية المثالية والأبناء والبنات والوالدين وما إلى ذلك , لكن قد تقع بعض الأمور السلبية التي تحول دون استمرارية تماسك هذه العناصر المكونة للأسرة وموضوعنا الذي نسعى من خلاله تسليط الضوء على بعض النقاط السلبية والمحرمة شرعا.
تعد الأمانة من بين الأمور التي ينبغي أن تكون وموجودة في المجتمع الإسلامي وهي ضد الخيانة ، والأمانة كلمة واسعة النطاق إذ تدخل فيها أنواع كثيرة ، أهمها الأمانة العظمى ، وهي الدين والتمسك به لقوله تعالى : ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) (آية 72 من سورة الأحزاب) .
وكل ما يأتي من أنواع يمكن دخولها في هذا النوع وكل ما أعطاك الله من نعمة فهي أمانة لديك يجب حفظها واستعمالها وفق ما أراد منك المؤتمن ، وهو الله جل وعلا ، فالبصر أمانة ، والسمع أمانة، واليد أمانة ، والرجل أمانة ، واللسان أمانة ، والمال أمانة أيضاً ، فلا ينفق إلا فيما يرضي الله والعرض أمانة ، فيجب عليك أن تحفظ عرضك ولا تضيعه ، فتحفظ نفسك من الفاحشة ، وكذلك كل من تحت يدك ، وتحفظهم عن الوقوع فيها.
والعمل الذي توكل به أمانة ، وتضييعه خيانة ، لما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال : إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) (رواه البخاري برقم 6496)
والسر أمانة ، وإفشاؤه خيانة ومن أشد الخيانة للأمانة إفشاء السر بين الزوجين .
وقد أمر الإسلام بحفظ الأمانة وأدائها ، وذم الخيانة ، وحذر منها كما قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) (سورة النساء آية 58 , وقال تعالى في صفات المؤمنين ( وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ) . (سورة المؤمنون آية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
وقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ) (سورة الأنفال آية 27).
وقال صلى الله عليه وسلم في الأمر بردها : (أد الأمانة إلى من ائتمنك ، ولا تخن من خانك). (رواه أبو داود برقم 3534 والترمذي برقم 1264 .
لكن وللأسف الشديد هناك سيدة متزوجة أمنها زوجها على أغراضه الشخصية فخانته واستغلت ثقته العمياء بها كونها زوجته ولم يشك يوما في تصرفاتها في حضوره طبعا . بعد 7 سنوات من الزواج ظل الزوج يكد ليل نهار من أجل بيته وزوجته ويجمع الدراهم السوداء لليوم الأبيض . مكر وخداع الزوجة لم يظهرا للزوج إلا بعد تمكنها من استغلال كل شيء لصالحها في غفلة من زوجها بحيث قامت باقتناء مسكن وسجلته باسمها ، وبدأت تهمل الزوج ولا تعيره أي اهتمام وتغضب لأتفه الأشياء حتى حولت حياته الزوجية إلى جحيم لا يطاق. ولم تقف عند هذا الحد فقط بل وصلت بها درجة الوقاحة حين وضعته أمام خيارين أحلامها مر، إما التزام الصمت وتركها تتصرف بكامل الحرية أي تدخل وتخرج من بيت الزوجية متى شاءت دون إذنه أو عليه بطلب الطلاق لدى محكمة وقضاء الأسرة بعد علمها اليقين أنه لا يملك نقودا كافية لواجبات الطلاق وتبعاته.
لكن مشيئة الله كانت أقوى من جبروتها عندما سخر له الله عز وجل مجموعة من المحسنين ليتضامنوا معه ماديا ومعنويا وقاموا بجمع مبالغ مالية مهمة ساعدته على تسديد واجبات النفقة والمتعة والكراء بعد اصدار حكم المحكمة القاضي بتطليقها من عصمته وكل واحد راح لحاله .
أسال الله أن يجعلنا من القائمين بالأمانة البعدين من الخيانة وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
- واللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام