توصل علماء الى ان قوة حاسة الشم قبل 200 مليون سنة كانت القوة الدافعة
وراء نمو استثنائي في حجم الدماغ أخرج الثدييات من تحت ظل الديناصورات.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قال
العلماء في دراسة جديدة ان قوة حاسة الشم سلحت الثدييات الأولى بالقدرة
على التقاط رائحة الحشرات واليرقات ليلا وأتاح لها الافلات من الديناصورات
المفترسة. وقال عالم المتحجرات تيموثي راو رئيس فريق البحث ان تطور حاسة
الشم منح الثدييات أفضلية في التطور والارتقاء عن سواها.


واستخدم راو وفريقه في دراستهم أجهزة قوية لتصوير جماجم متحجرة تعود الى أقدم فصيلتين من الثدييات.
ورغم أن أدمغة هذه الثدييات الأولى اختفت منذ أزمنة غابرة في القدم فان
هذه الأعضاء تركت بصمات على السطح الداخلي للجماجم. وكشفت دراسة هذه
البصمات لأول مرة حجم أدمغة الثدييات الأولى وشكلها وتكوينها. وكانت
الأدمغة أكبر بكثير بالنسبة الى حجم الجسم من أدمغة الزواحف التي سبقتها.
وكانت البصلة الشمية الواقعة في مقدمة الدماغ لتحليل الروائح كبيرة الحجم
بصفة خاصة.


وما زال العديد من الثدييات العصرية
تحتفظ بحاسة الشم القوية هذه مثل الكلب الذي يستطيع ان يميز ملايين
الروائح والوطواط الذي يستطيع ان يشم ويتعرف على صغاره من بين آلاف في كهف
دامس الظلام.

وفي مراحل لاحقة نشأ لدى الانسان
القديم دماغ كبير ولكن المفارقة انه فقد حاسة الشم القوية. ونشأت بدلا
منها لدى الانسان والقرد حاسة بصر أرقى تنفع في رؤية الثمار الينعة لقطفها
ومسح الأفق تحسبا للضواري والكواسر.

ولكن بالنسبة للثدييات الأولى التي
تمشي مهتدية بخطوات زواحف عملاقة كانت حاسة الشم ذات أهمية بالغة. فهي
كانت تتيح لها معرفة طريقها في الليل حين تكون الديناصورات نائمة وفي
الوقت نفسها تبعدها عن الخطر وتقودها الى قريباتها.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن عالم
المتحجرات في كلية لندن الجامعية انجالي غوسوامي الذي شارك في البحث ان
امتلاك حاسة شم اقوى من حاسة النظير الزاحف كان أفضلية كبيرة.

عُثر على الجمجمتين المتحجرتين
اللتين درسهما راو وفريقه في جنوب غرب الصين إبان الثمانينات ويعود
تاريخهما الى 195 مليون سنة خلال فترة مديدة تُسمى الدهر الوسيط الذي ساد
فيه نشوء الديناصورات بوتائر متسارعة. ولكن الثدييات الأولى أيضا نشأت في
تلك الفترة لتعيش معها على الهامش.