|
|
موضوع: أخطىء حتى أحبـك أكثر أخطىء حتى أحبـك أكثر (أخطىء حتى أحبك أكثر) كان عاشقاً حد الانتهاء ، محباً للصدق ، حتى بدأ رحلة البحث منذ زمن عن كلمة تنوب عن الصدق. يبحث عن مفردة تحمل الصدق الصادق عنده. فما تعلمه منها الصدق في كل شيء ، وتعلق بفضيلة الصدق حيث كان محاصراً بمن يعتبرون الكذب من نعم الله عليهم ، فلابد أن يحافظوا عليه ، وبمن يرى الكذب خصلة غير حميدة يمكن استئصالها دون ضرر . هكذا دخلت حياته متقلدة صدقها ، بينما تعوّد على من يقتحمون قلبه منذ الصبا الأول. كانت ابنة الجيران ، ويكفي أن تكون الفتاة التي يستطيع رؤيتها أكثر من أي فتاة أخرى . فلم تكن في حاجة إلى أن تتقلد شيئا. وبعدها كانت سنوات الجامعة ، وجميع اللواتي دخلن قلبه كن يتقلدن الأناقة والجمال الرباني والجمال الإنساني. أما هي ، فقد كانت تحمل الصدق سـلاحاً ، وكان يكفي . وعلى الرغم من أنها علمته الصدق ، إلا أنها تعلمت الكذب متأخراً ، شأنها شأن العاشقين ، كانت تخطئ ويغفر كذبها. لقد قرأ في فترة تكوينه الأول رواية لجان بول ساتر كانت كلمته الأخيرة فيها : " أنا رجلاً بلا ندم ، بلا أخطاء لكي لا يصل إلى الندم " وقد أثرت فيه هذه المقولة ، إلى أن أصبح رجلاً بلا أخطاء ، أو على أقل تقدير يتجنب الوقوع في الخطأ. في حبه الكبير ، كان صادقاً ولا يقترف الذي كان قد يندم بسببه. فلم يكن ينسى الصباح الشعري ، حين يلغم كلماته في الصبح بالشعر الذي يشبه أغاني فيروز صباحاً . وكان الحاضر الدائم في حياتها ، فلم يحدث أن تلتفت لطلب رأي أو مشورة ولا تجده حاضراً بالنصيحة. وما إن تتحدث حتى يصبح كله آذانا مصغية . فلم يكن يتقن الحديث فقط ، كان مبدعاً في الإستماع أيضا . رغم كثرة أخطائها معه حين لم تكن حاضرة ، حين يريدها أن تستمع له ، وتنسى الصباح برغم الشعر الذي يشبه فيروز صباحاً .. كانت تخطىء ويغفر نسيانها . ومن تجاربه الفاشلة بالحب تعلم الصواب . فكان معلما من ناحية ، ومحباً صادقاً من ناحية أخرى. يقودها لغابة الإبداع الذي تتقنه ، وتكتفي ببستان صغير يشيد به كاتب عابر ، يقودها للشفاء وتسير بعناد في عنابر المرض والوهم والانتحار البطىء . كان يقودها للفرح ( صانع الفرح ) ، وتغافله لتكون في مقام الحزن الطري . يدعوها لممارسة الحياة بكل ما فيها من نعيم ، وتعتذر لانشغالها بتدريب على الموت ، أعده لها الوهم بكل إتقان .. يَعِدُها ويعاهدها وتعذر وتخلفه . لقد كثرت أخطاؤها ، وفي الفترة الأخيرة بدأت تشعر بالغيرة منه، وأحياناً بالغضب والحقد عليه . وفي غمرة انشغالها بأخطائها ، وانشغاله بما وصلتت إليه من عدم الاهتمام ، جاء عيد ميلادها ، وكان سابقاً يحضر له قبل شهر الهدية التي سيرسلها ، والكلمات التي سترافق هديته . ولكنه هكذا فجأة ، نسى عيد ميلادها . وفي صباح اليوم التالي ، حين عرف شعر بحزن كبير أما هي ، فقد شعرت بحب كبير له . كانت تنتظر منه خطأ واحداً في حياته ، فكتبت له : (أخطىء حتى أحبك أكثر)
|
|