عيد الأضحى
الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات,والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فاحمد الله عز وجل – أخي المسلم –أن جعلك ممن يدرك هذا اليوم العظيم , ومد في عمرك لترى تتابع الأيام والشهور وتقدم لنفسك فيها الأعمال والأقوال والأفعال ما تقربك إلى الله زلفى .
والعيد من خصائص هذه الأمة , ومن أعلام الدين الظاهرة وهو من شعائر الإسلام , فعليك بالعناية به وتعظيمه قال تعالى :{
ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}[الحج :32]
وإليك وقفات سريعة موجزة مع آداب وأحكام عيد الأضحى:
1- التكبير للصلاة : قال الله تعالى :{
فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ}[البقرة: 148]والعيد من أعظم الخيرات والقربات .
قال البخاري رحمه الله : باب التبكير إلى العيد , ثم ساق حديث البراء – رضي الله عنه – قال : خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال :(إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نُصلي..)
قال الحافظ هو دال على أنه لا ينبغي الاشتغال في يوم العيد بشيء غير التأهب للصلاة والخروج إليها , ومن لازِمِهِ أن لا يُفعل قبلها شيء غيرها , فاقتضى ذلك التبكير إليها)[فتح الباري2/350]
2- التكبير : يشرع التكبير من يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة , قال تعالى :{
وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ}[البقرة :203].
وصفته أن تقول الله أكبر , الله أكبر ,لا إله إلا الله والله أكبر , الله أكبر ولله الحمد)
ويُسَّنُ جهر الرجال به في المساجد والأسواق والبيوت وأدبار الصلوات إعلاناً بتعظيم الله وإظهاراً لعبادته وشكره .
3- ذبح الأضحية : ويكون ذلك بعد صلاة العيد لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :(من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى , ومن لم يذبح فليذبح )[رواه البخاري ومسلم]
ووقت الذبح أربعة أيام ،يوم النحر وثلاثة أيام التشريق ، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (كل أيام التشريق ذبح )[رواه أحمد ].
4- الاغتسال والتطيب للرجال : ولبس أحسن الثياب بدون إسراف ولا مخيلة ولا إسبال ولا حلق لحية فهذا حرام – أما المرأة فيشرع لها الخروج إلى مصلى العيد بدون تبرج ولا تطيب , وأربأ بالمسلمة أن تذهب لطاعة الله والصلاة وهي متلبسة بمعصية الله من تبرج وسفور وتطيب أمام الرجال .
5- الأكل من الأضحية : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يطعم حتى يرجع من المصلى فيأكل من أضحيته .
6- الذهاب إلى مصلى العيد ماشياً إن تيسر:والسُنَّة الصلاة في مصلى العيد لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم إلا إ ذا كان هناك عذر من مطر مثلاً فيصلي في المسجد .
7- الصلاة مع المسلمين واستحباب حضور الخطبة:والذي رجحه المحققون من العلماء مثل شيخ الإسلام ابن تيميه –رحمه الله -:أن صلاة العيد واجبة لقوله تعالى:{
فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}[الكوثر : 2] . ولا تسقط إلا بعذر شرعي . والنساء يشهدن العيد مع المسلمين , حتى الحيض والعواتق ويعتزل الحيض المصلى .
8- مخالفة الطريق : يستحب لك أن تذهب إلى مصلى العيد من طريق وترجع من طريق آخر لفعل النبي صلى الله عليه وسلم .
9- التهنئة بالعيد:لا بأس مثل قول:تقبل الله منا ومنكم .
10- الاجتماع على الطعام:ومن السُنَّة اجتماع الناس على الطعام في العيد, قال شيخ الإسلام ابن تيمية :(جَمْعُ الناس للطعام في العيدين وأيام التشريق سنة , وهو من شعائر الإسلام التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم)[مجموع الفتاوى 25/298]
واحذر – أخي المسلم –من الوقوع في بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الناس منها:
1- التكبير الجماعي : بصوت واحد ,أو الترديد خلف شخص يقول التكبير .
2- اللهو أيام العيد بالمحرمات : كسماع الغناء , ومشاهدة الأفلام , واختلاط الرجال بالنساء اللاتي لسن من المحارم وغير ذلك من المنكرات .
3- أخذ شيء من الشعر أو تقليم الأظافر قبل أن تضحي لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك .
4- الإسراف والتبذير : بما لا طائل تحته ولا مصلحة فيه ولا فائدة منه سواء في الملبس أو المأكل والمشرب لقول الله تعالى :{
وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}[الأنعام :141].
5- اعتقاد البعض مشروعية إحياء ليلة العيد ويتناقلون أحاديث لا تصح .
6- تخصيص يوم العيد لزيارة المقابر والسلام على الأموات .
وختاماً: لا تنس – أخي المسلم – أن تحرص على أعمال البر والخير من صلة الرحم , وزيارة الأقارب , وترك التباغض والحسد والكراهية , وتطهير القلب منها , والعطف على المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم .
اللهم وفقنا لما تحب وترضى وخذ بنواصينا للبر والتقوى ..وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
اللهم وفقنا لما تحب وترضى وخذ بنواصينا للبر والتقوى ..وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .