جيش تونس يفقد مزيدا من الجنود في معركته المفتوحة مع الإرهاب
جيش تونس يفقد مزيدا من الجنود في معركته المفتوحة مع الإرهاب
في 27 يوليوز 2014

[rtl]قتل جنديان تونسيان واصيب اربعة آخرون بجروح في تبادل لإطلاق النار مع "ارهابيين" على بعد بضعة كيلومترات من الحدود مع الجزائر، بحسب ما اعلنت وزارة الدفاع التونسية وذلك بعد عشرة ايام من هجوم قتل فيه 15 جنديا تونسيا.

وقال الامجد الحمامي من وزارة الدفاع انه "حصل تبادل لإطلاق النار بين مجموعة ارهابية ودورية عسكرية في غار الطين التابعة لمدينة ساقية سيدي يوسف بمحافطة الكاف (شمال غرب) على بعد اربعة كلم من الحدود التونسية الجزائرية.. سقط اثنان من جنودنا شهيدين واصيب اربعة آخرون بجروح".

واضاف "العملية لا تزال جارية"، موضحا ان الحصيلة لا تزال مؤقتة وانه لا يمكنه على الفور تقديم المزيد من التفاصيل بشأن المسلحين الذين هاجموا دورية الجيش او عددهم.

وياتي هذا الهجوم بعد عشرة ايام من هجوم استهدف نقطتي مراقبة للجيش في جبل الشعانبي (وسط غرب) غير بعيد عن الحدود مع الجزائر، قتل فيه 15 جنديا في اسوا هجوم من نوعه يتعرض له الجيش التونسي في تاريخه حيث قوات الجيش والأمن تتعقب جهاديين مفترضين، بحسب حصيلة جديدة لوزارة الدفاع.

وهذه أكبر حصيلة من القتلى تسقط في هجوم منذ ان بدأت جماعات اسلامية متشددة تشن هجمات ضد قوات الجيش والشرطة منذ ثلاث سنوات بعد الاطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في انتفاضة انتقلت الى أرجاء الشرق الأوسط.

ويقول مراقبون إن الوضع في تونس مرشح نحو المزيد من الانفلات ونحو المزيد من العمليات الإرهابية التي تحولت إلى صناعة، في ظل مشهد سياسي مهتز يعصف به الاستقطاب وعدم الاستقرار وغياب الإرادة السياسية وهي عناصر تساعد الجماعات الإرهابية على التخطيط وتنفيذ عمليتها مستفيدة من الفوضى الأمنية.

ويحمل الرأي العام التونسي "الدولة الفاشلة" في عهد حكم النهضة مسؤولية استفحال الإرهاب وتغلغل تنظيم القاعدة الذي "يمتلك خلايا نائمة" داخل التراب التونسي تمده بالمعطيات حول الأشخاص والمقرات الحكومية ومقرات البعثات الديبلوماسية وكذلك حول انتشار وحدات الجيش.

وحذر زعيم حزب حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي قبل اسبوع من هجمات يشنها تنظيم القاعدة خلال الفترة القادمة في صفوف المدنيين في غياب إستراتجية واضحة لمكافحة الإرهاب واتهم حركة النهضة بتدمير مقومات الدولة التونسية التي يعود تأسيسها إلى العام 1705.

وقال السبسي إن الخطوة الموالية للإرهابيين تتمثل في تنفيذ هجمات خطيرة في المدن بما في ذلك تونس العاصمة و"هذا سيحصل وهو متوقع لأن الإرهابيين يتحركون بحرية ولهم مخططات لزعزعة استقرار تونس خاصة وأنها مقبلة على انتخابات رئاسية وتشريعية".

وأكد أنه لو كان هناك حزم في إطار جهود مشتركة مع عدد من الدول مثل الجزائر وليبيا ومالي ما كان للإرهابيين أن يقوموا بعمليات إرهابية تعد الأولى في تاريخ تونس.

وهاجم قائد السبسي "من حكم تونس خلال العامين الماضيين" أي النهضة متهما إياها بتدمير الدولة التونسية التي ناضل من أجلها التونسيون ملاحظا أن حركة النهضة لا تؤمن بدولة حرة ذات سيادة ولا تؤمن بمفهوم هيبة الدولة لأنها تتبنى مشروعا سياسيا واجتماعيا يختلف عن المجتمع التونسي ويريد أن يعود بالبلاد إلى القرن السابع.

وأعرب عن أسفه لانهيار مؤسسات دولة عريقة مثلت على امتداد تاريخها إطارا للانتماء ولسيادة التونسيين الدين لا يدينون للولاء إلا للعلم الوطني مشيرا إلى أن الإسلاميين لا يؤمنون بدلك الولاء وإنما "تتعدد رايتهم" لتهدد مكاسب الشعب التونسي التي قدم التضحيات من أجلها.

ويقول محللون تونسيون لشؤون الأمن إن تونس دخلت فعلا "مرحلة تصنيع الإرهاب لقد أصبحنا بالفعل نعيش صناعة الإرهاب، فهناك من يفكر ويستخدم الإيديولوجيا وهناك من يستقطب وهناك من يدرب وهناك من ينفذ".

ويضيف هؤلاء "لقد توفرت للإرهاب في تونس أرضية خصبة لا سيما في فترة حكم حركة النهضة وقد تم توفير متطلبات الظاهرة من خلال الدفع بالمتطرفين نحو النشاط العلني ومن خلال الجمعيات الخيرية كما تم توفير المساجد وترويج الأفكار المتشددة بدعوى الجهاد بالخارج".


بن موسى للجزائر تايمز[/rtl]