دراسة سند شعري للبوصيري
دراسة سند شعري :
قال البوصيري : 1 – أَمِنْ تَـذَكُّرِ جِـيرَانٍ بِـذِي سَلَـمِ مَزَجْتَ دَمْعاً جَرَى مِنْ مُقْلَةٍ بِــدَمِ
2 – أَمْ هَـبَّتِ الرِّيـحُ مِنْ تِلْقَاءِ كَاظِمَـةٍ وأَوْمَضَ الْبَرْقُ فِي الظَّلْمَاءِ مِنْ إِضَـمِ 3 – فَمَا لِعَيْنَيْكَ إِنْ قُلْـتَ اكْفُفَا هَمـَتَا ؟ ومَا لِقَلْبِكَ إِنْ قُلْتَ اسْتَفِـقْ يَهِـمِ 4 – يا لاَئِمِي فِي الْهَوَى الْعُذْرِيِّ، مَعْـذِرَةً مِـنِّي إِلَيْكَ، وَلَوْ أَنْصَفْتَ لَمْ تَلُــمِ
5 – مَحَّضْتـَنِي النُّصْحَ لَكِنْ لَسْتُ أَسْمَعُـهُ إِنَّ الْمُحِبَّ عَنِ الْعُـذَّالِ فِي صَمَـمِ
6 – إِنِّي اتَّهَمْـتُ نَصِيحَ الشَّيْبِ فِي عَذَلِـي وَالشَّيْبُ أَبْعَدُ فِي نُصْـحٍ عَنِ التُّهَـمِ 7 – فَإِنَّ أَمَّــارَتِي بِالسُّـوءِ مَا اتَّعَظَـتْ مِنْ جَهْلِهَا بِنَـذِيرِ الشَّيْبِ وَالْهــَرَمِ
8 – وَلاَ أَعَـدَّتْ مِنَ الْفِعْلِ الْجَمِيلِ قِـرَى ضَيْفٍ أَلَـمَّ بِرَأْسِـي غَيْرَ مُحْتَشِـم
9 – مَنْ لِي بِـرَدِّ جِماحٍ مِنْ غَوَايـــَتِهَا كَمَا يُـرَدُّ جِمَاحُ الْخَـيْلِ بِاللُّجُـمِ
10 – فَلاَ تَرُمْ بِالْمَعَاصِي كَسْرَ شَهْــوَتِهَا إِنَّ الطَّـعَامَ يُقَـوِّي شَهْـوَةَ النَّهِـمِ
11 – وَالنَّفْسُ كَالطِّفْلِ، إِنْ تُهْمِلْهُ شَبَّ عَلى حُبِّ الرَّضَاعِ وإِنْ تُفْطِـمْهُ يَنْفَطِـمِ
12 – فَاصْرِفْ هَـوَاهَا، وَحَاذِرْ أَنْ تُوَلِّيـَهُ إِنَّ الْهَوَى مَا تَوَلَّى يُصْـمِ أَوْ يَصُـمِ
13 – كَمْ حَسَّنَـتْ لَـذَّةً لِلْمَـرْءِ قَاتِلَـةً مِنْ حَيْثُ لَمْ يَدْرِ أَنَّ السُّمَّ فِي الدَّسِمِ
14 – وَاسْتَفْرِغِ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنٍ قَدِ امْتَلأَتْ مِنَ الْمَحَارِمِ وَالْـزَمْ حِمْـيَةَ النَّـدَمِ
15 – وَخَالِفِ النَّفْسَ وَالشَّيْطَانَ وَاعْصِهِمَا وَإِنْ هُمَا مَحَضَاكَ النُّصْـحَ فَاتَّهِـمِ
16 – ولاَ تُطِعْ مِنْهُمَا خَصْماً وَلاَ حَكَـماً فَأَنْتَ تَعْرِفُ كَيْدَ الْخَصْمِ وَالْحَكَـمِ
أثري رصيدي اللغوي:- ذي سلم: اسم مكان. – المقلة: العين – كاظمة: اسم مكان. – إضم: واد بجبال تُهَامَةَ قرب المدينة المنوّرة. – همتا: انهمرت منهما الدّموع بغزارة. – يُصْمِ: يقتل._ يَصِمِ: يصيبُ. _ تَرُمْ: تطلب. _ قِرَى: طعام يُقَدّمُ إكراماً للضيف.
الأسئــــلة
أوّلاً :
. البناء الفكري :
1 – هل تجد الشاعر مقلّدا أم مجدّداً في مقدمته ؟
2 – مِمَّا يَشْكُو الشاعر في قصيدته ؟
3 – ما هي أمنية الشاعر في نهاية القصيدة ؟
4 – ما هوالغرض الشعري للقصيدة ؟ وضّح .
5 – ما النمط السائد في هذا النّصّ ؟ علّل .
ب. البناء اللغوي والفنّي :
1 – أعرب ما تحته خط مبيّناً نوع الإعراب ( لفظي، تقديري ).
2 – حدّد الحقل الدّلالي للألفاظ التالية: دمعا ، همتا ، يهم .
3 – ما المعاني التي أفادتها الأدتيْن " لكن ، إِنَّ " في البيت الخامس ؟
4 – ما نوع أسلوب البيتيْن الرابع والسادس ؟ وما غرضهما الأدبي ؟
5 – حدّد الصورة البيانية في البيت السابع واشرحها، مبيّناً أثرَها في المعنى .
6 – في البيت الأول محسن بديعي، بيّن نوعَه وأثرَه البلاغي.
7 – أدرس البيت الأوّل دراسة عروضية، سمِّ بحره، و حدّد قافيته، و بيّن نوعها .
ثانياً :
التقويم النقدي للنّصّ :
_ ما سبب انقسام الشعراء بين المديح النّبوي والزّهد وشعرالفجور في عصرالضعف ؟ علّل إجابتك .
نموذج الإجابة :
البناء الفكري:
1 – الشاعرمقلّد في مقدّمته، فهو يستهل قصيدته بالسؤال والوقوف على الأطلال،
ووصف لواعج النّفس وهو يتذكّر مرابع الصِّبا.
2 – يشكوالشاعر في قصيدته ما يكابده من آلامٍ في حبّه للرّسول صلى الله عليه وسلّم،
و ما يجده من لوم العذّال له و هو لا يجد إلاّ أنْ يستسلم لهذا الهيام والوجد بمن يحب
( الرسول صلّى الله عليه وسلّم ).
3 – أمنية الشاعر في نهاية قصيدته أنْ يعود عن غواية نفسه لو استطاع ذلك سبيلا.
4 – غرض القصيدة المديح النبوي، وقد شاع هذا اللون من الشعر في عصرالضعف
نتيجة انتشار موجة الفساد والفجور و تيار اللهو والمجون خلال فترة الحروب الصليبية.
5 – النمط السائد في النص هو النمط السّردي يخدمه النمط الوصفي الذي يسرد فيه
ويصف حبّه وتعلّقه بحبيب الله صلّى الله عليه وسلّم وهو ما يسمى بالنسيب النبوي،ثمّ
ينتقل إلى " التحذير من هوى النّفس" من البيت السابع إلى البيت السادس عشر.
البناء اللغوي:
1– الإعراب:
- لسْ: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرّك، والتاء المتحركة
ضمير متصل مبني على الضم في محلّ رفع اسم ليس .
- أسمَعُهُ: أسمعُ، فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، والفاعل
ضمير مستتر تقديره أنا .
- الهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية "أسمعه"
في محل نصب خبر ليس .
- عذلي: اسم مجرور ﺒ " في " وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة في آخره وهو مضاف،
و ياء المتكلّم في محل جر مضاف إليه.
2 – الحقل الدلالي للألفاظ التالية ( دمعا، همتا، يهم ) هو التعبير عن شدّة الوجد والحنين لشخص الرّسول صلى الله عليه وسلّم .
3 – المعاني التي أفادتها الأداتيْن التاليتيْن في البيت الخامس :
- لكن : للإستدراك . – إنَّ : للتوكيد .
4 – أسلوب البيْتيْن الرابع والسادس :
أ – الرابع : أسلوب إنشائي صيغته النداء وغرضه الأدبي اللوم والعتاب .
ب – السادس : أسلوب خبري وغرضه الأدبي هو الإخبار و ردّ التّهم .
5 – الصورة البيانية في البيت السابع، "بنذيرالشيب والهرم" كناية عن صفة وهي التقدّم
في السّنّ .
- شرحها: فالشيب في الرّأس علامة كبر السن، وقد شخصت المعنى في إيجاز.
6 – المحسن البديعي اللفظي في البيت الأوّل هو التصريع بين "سلم ، بدم "، فقد اشترك
عروض البيت الأوّل وضربه في حرف واحد هو حرف " الميم " .
- أثره في المعنى : زادته رونقا و نغما موسيقيا .
7 – العروض :
أَمِـنْ تَذَكُّـرِ جِيـرَانٍ بِذِي سَلَمِ مَزَجْـتَ دَمْـعاً جَـرَى مِنْ مُقْلَـةٍ
أمنتذك كرجي راننبذي سلمي مزجتدم عنجرى منمقلتن بدمي
//0//0 ///0 /0/0//0 ///0 //0//0 /0//0 /0/0//0 ///0
متفلعلن فعلن مستفعلن فعلن متفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
- نوع البحر : البسيط .
- قافيته : تن بدمي . ( /0///0 )
- نوع القافية : مطلقة .
التقويم النّقدي :
- انقسم الشعراء بين مَنْ يدعو إلى الزّهدن و مَنْ يدعو إلى الفجور في عصر الضعف بسبب ما ألمّ بالأمّة من نكبات وانحطاط مسّ جميع جوانب الحياة السياسية والاجتماعية
والأدبية. فقد توقّفت الفتوحات وكلّت العقول عن الإبداع، وانغمس النّاس في الرّذائل
و الملذّات .
:d4d: