حقيقة التيار المدخلي الوهابي
اضواء على التيار المدخلي في الذكرى28لظهوره ( منقووول)
بعد غزو العراق للكويت يوم 02 أوت 1990، حاولت السعودية إستصدار فتوى من العلماء على الاستعانة بأمريكا لمحاربة العراق، فأفتى الشيخان بن باز وبن عثيمين بذلك على مضض، وعارضهما الشيخ ناصر الدين الألباني كما عارضهم عدد من المشايخ داخل السعودية على رأسهم الشيخ سلمان العودة والشيخ سفر الحوالي والشيخ عائض القرني، وقتها كان "محمد أمان الجامي" يضع اللمسات الأخيرة للتيار الجامي.
متحمسا للعمالة ألف ربيع بن هادي المدخلي رسالة بعنوان "صد عدوان الملحدين وحكم الاستعانة على قتالهم بغير المسلمين" وقتها رد الشيخ ناصر الدين الألباني على ربيع المدخلي بعنف وقال " وأخونا الرّبيع الله يهدينا ويهديه وبيروح يؤلّف رسالة و بيقول إيش؟ يقول الاستعانة بالكفّار في محاربة إيش؟ الملحدين. هاي كمان مصيبة أخرى"، [المصدر سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني] فكان ربيع المدخلي هو بوق النظام يفتي له على ما يهوي، وكان الشيخ الألباني عارفا بأحوال ربيع المدخلي وعمالته للأجهزة الأمنية لهذا كان يناديه بـ"أخونا الربيع أو الدكتور ربيع" ونادرا جدا ما يناديه بالشيخ.
هكذا تأسس المنهج المدخلي كفرع من السلفية الجامية بعد حرب الخليج الثانية وتحرير الكويت، وقامت عدد من الأجهزة الأمنية في الدول العربية باستيراد هذا الفكر، ففي مصر تولي جهاز أمن الدولة رعاية الفكر المدخلي غير أن هذا الفكر لم ينجح لقوة شيوخ السلفية كالشيخ أبو إسحاق الحويني والشيخ محمد حسان والشيخ محمد إسماعيل يعقوب، وفي ليبيا تولى سيف الإسلام القذافي رعاية الفكر وأكمل خليفة حفتر المهمة بعد الإطاحة بالقذافي.
• التيار المدخلي في الجزائر :
أما الجزائر فكانت تعرف تجربة ديمقراطية وكانت قيادة الجبهة الإسلامية لها موقف قوي من حرب الخليج، فالشيخ الكويتي أحمد القطان روى كيف تعاطف الشعب الجزائري مع الظلم الذي تعرض له الشعب الكويتي على يد صدام حسين، ثم عرضت "العراق، السعودية، إيران" الزيارة على عباسي مدني وعلي بلحاج، فزارا صدام حسين في قصره الرئاسي ببغداد، ثم التقيا بالملك فهد في قصر السلام بمدينة جدة، بينما رفض علي بلحاج تلبية دعوة إيران لأنه كان من أوائل المحذرين من التشيع بعد الثورة الخيمينة سنة 1979.
أفتى شيوخ السلفية وعلى رأسهم الشيخ بن باز والشيخ الألباني واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بضرورة انتخاب الجبهة الإسلامية في الانتخابات التشريعية يوم 26/12/1991، وبعد الانقلاب العسكري تم التمكين للتيار العلماني من مفاصل الدولة الجزائرية، وحتى لا تتكرر فوز الإسلاميين تم تقوية التيار المدخلي المخابراتي في الجزائر، فالمداخلة خلافا للشيخين الألباني وبن باز اللذان أفتيا بدعم الإسلاميين وانتخابهم يرى المداخلة بضرورة تخذيل الإسلاميين، فقام العقيد (ب) المعروف باسم "الكولونيل توفيق" بدعم هذا التيار عن طريق مراقبة وتجنيد الطلبة الجزائريين في المدينة المنورة وعلى رأسهم المدعو عبد المالك رمضاني.
• كتاب مدارك النظر وبداية انتشار الفكر المدخلي سنة 1994 طلبت جهات من ثلاث مشايخ تأليف كتاب للتبرير للانقلاب العسكري وتحميل المسؤولية للإسلاميين، رفض اثنين هذا الطلب الخسيس بينما قبل عبد المالك رمضاني هذه الخيانة، وألف كتابه (مدارك النظر)، وقامت الجهات الأمنية بتوزيع الكتاب في السفارات وبين الضباط حتى أصبح المنهج المدخلي منتشرا بينهم، وبما أن الأسياد طلبوا من العبد رمضاني تأليف الكتاب، فتناسى في الكتاب فتوى الشيخين الألباني وبن باز بانتخاب الجبهة الإسلامية، كما تناسى إنكار الانقلاب العسكري وموقف الشيخ الألباني من الانقلاب ومن بوضياف، وتناقض مع الشيخ الألباني الذي كان لا ينادي علي بن حاج إلا بـ"الشيخ" بينما لا ينادي ربيع المدخلي إلا بـ"أخونا أو الدكتور" ورمضاني فعل العكس، وضرب الشيتة بقوة لربيع وسماه "علامة"، كما استغل الكتاب لتصفية الحسابات مع الشيوخ "سفر الحوالي، سلمان العودة، عدنان العرعور"، مرت الأيام وبعد سنوات انقلب الزعيم ربيع المدخلي على العبد الذليل عبد الملك رمضاني وألقى به من قمة حزب المداخلة في الجزائر، قام بتجريحه وأكمل القطيع في الجزائر بقية المهمة القذرة، ولإعطاء روح جديدة لحزب المداخلة في الجزائر نصب ربيع المدخلي 12 داعية يتقدمهم فركوس بعدما أطاح بالثنائي العيد شريفي وعبد المالك رمضاني.
السلطة قررت التخلي عن المداخلة لعدة أسباب من بينها "فتنة غرداية، حمل مداخلة ليبيا السلاح، معارك المداخلة مع مليشيات الحوثي الإرهابية في دماج" قررت السلطات التخلي عن التيار المدخلي، فخرجت تصريحات الوزير محمد عيسى ضد التيار المدخلي وهو الذي يعلم أكثر من غيره أنه صنيعة السلطة.
◄ أنشر الموضوع للمساهمة في نشر الوعي، ولقطع الطريق على تجار الدين.