إسلامي ثقافي تعليمي ترفيهي عام
 
Follow usYoutubeRssTwitterFacebook


أهلا وسهلا بك إلى منصورة والجميع للتسجيل اضغط هنا التسجيل.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
 منصورة 28093 المساهمات
 محمد وهب سراج 11182 المساهمات
 ابن المغرب البار 9341 المساهمات
 سلسبيل بوثينة 8655 المساهمات
 محمد رضا 8451 المساهمات
 بنت الرمال الذهبية 6706 المساهمات
 سارة نايلي 5363 المساهمات
 أشــواق 5204 المساهمات
 زهير 88 4700 المساهمات
 احمد منصور 4397 المساهمات
الموضوع  التاريخ, الوقت أرسلت بواسطة
 توقيت نشر المساهمه اليوم في 12:00
 توقيت نشر المساهمه أمس في 7:13
 توقيت نشر المساهمه أمس في 7:09
 توقيت نشر المساهمه أمس في 7:07
 توقيت نشر المساهمه أمس في 7:06
 توقيت نشر المساهمه أمس في 7:04
 توقيت نشر المساهمه أمس في 7:01
 توقيت نشر المساهمه أمس في 7:00
 توقيت نشر المساهمه 27.05.24 14:57
 توقيت نشر المساهمه 27.05.24 14:55
 توقيت نشر المساهمه 27.05.24 14:54
 توقيت نشر المساهمه 27.05.24 14:53
 توقيت نشر المساهمه 27.05.24 14:51
 توقيت نشر المساهمه 27.05.24 14:50
 توقيت نشر المساهمه 27.05.24 14:48
أفضل 10 فاتحي مواضيع افضل 10 اعضاء هذا الشهرافضل 10 اعضاء هذا الاسبوع
منصورة 17250 المواضيع
ابن المغرب البار 3514 المواضيع
كررين 3209 المواضيع
محمد رضا 2134 المواضيع
maryam amr 1971 المواضيع
سلسبيل بوثينة 1968 المواضيع
jana khaleed 1858 المواضيع
عابرة سبيل 1243 المواضيع
سامى 1119 المواضيع
General amino 1073 المواضيع
jana khaleed 491 المساهمات
hagr abdo 34 المساهمات
عبد الله ضراب 2 المساهمات
نور الإيمان 1 مُساهمة
 jana khaleed 94 المساهمات
 نور الإيمان 1 مُساهمة
اضافة اهداء
الطفلُ العجوز قصة قصيرة Empty 14.05.24 15:27 من طرف  hagr abdo كتب: كراتين للبيع بخصومات 20% من افضل موقع اثاث بالكويت:: الطفلُ العجوز قصة قصيرة Empty 14.05.24 14:54 من طرف  hagr abdo كتب: شراء اثاث مستعمل الجهراء وجميع أنحاء الكويت بخصم 20% | اثاث الكويت:: الطفلُ العجوز قصة قصيرة Empty 14.05.24 14:10 من طرف  hagr abdo كتب: مقابر للبيع بطريق العين السخنة من شركة الياسمين لبيع وشراء المدافن:: الطفلُ العجوز قصة قصيرة Empty 14.05.24 13:48 من طرف  hagr abdo كتب: مدافن للبيع بالقاهرة الجديدة بخصم 15% | الياسمين للمقاولات:: الطفلُ العجوز قصة قصيرة Empty 14.05.24 13:32 من طرف  hagr abdo كتب: شركة الياسمين لبيع وشراء المقابر بأفضل الأسعار:: الطفلُ العجوز قصة قصيرة Empty 14.05.24 13:05 من طرف  hagr abdo كتب: افضل شركة نقل عفش بالكويت رخيص بخصم 20% | اثاث :: الطفلُ العجوز قصة قصيرة Empty 13.05.24 15:23 من طرف  hagr abdo كتب: صباغ منازل الكويت بخصم 20% من دليل الخدمات المنزلية بالكويت:: الطفلُ العجوز قصة قصيرة Empty 13.05.24 15:04 من طرف  hagr abdo كتب: افضل شركة نقل عفش بالكويت رخيصه ومضمونة:: الطفلُ العجوز قصة قصيرة Empty 13.05.24 14:50 من طرف  hagr abdo كتب: شركة تركيب ستائر رول بالكويت بأقل الأسعار:: الطفلُ العجوز قصة قصيرة Empty 09.05.24 15:17 من طرف  hagr abdo كتب: افضل موقع بيع وشراء مقابر ومدافن واحواش في القاهرة والجيزة:: الطفلُ العجوز قصة قصيرة Empty 09.05.24 14:57 من طرف  hagr abdo كتب: كراتين نقل العفش الكويت بخصم 20% من دليل شقردي:: الطفلُ العجوز قصة قصيرة Empty 09.05.24 14:36 من طرف  hagr abdo كتب: شركة شراء اثاث مستعمل بالكويت بأعلى سعر | دليل شقردي:: الطفلُ العجوز قصة قصيرة Empty 08.05.24 15:19 من طرف  hagr abdo كتب: خدمات فني حداد الرياض بخصم 20% اتصل :: الطفلُ العجوز قصة قصيرة Empty 08.05.24 15:01 من طرف  hagr abdo كتب: افضل تصميمات مظلات حدائق حديد للبيع | الظلال الشاملة للمظلات والسواتر:: الطفلُ العجوز قصة قصيرة Empty 08.05.24 14:48 من طرف  hagr abdo كتب: مقابر طريق العين السخنة للبيع بخصم يصل إلى 20%:: الطفلُ العجوز قصة قصيرة Empty 08.05.24 14:38 من طرف  hagr abdo كتب: مقابر وادي الراحة للبيع بأفضل الأسعار:: الطفلُ العجوز قصة قصيرة Empty 08.05.24 14:27 من طرف  hagr abdo كتب: مقابر القاهرة الجديدة للبيع بتسهيلات في السداد من شركة جنة للمقاولات:: الطفلُ العجوز قصة قصيرة Empty 08.05.24 14:16 من طرف  hagr abdo كتب: افضل شركة مقابر ومدافن للبيع بخصم 15% | جنة للمقاولات:: الطفلُ العجوز قصة قصيرة Empty 08.05.24 14:00 من طرف  hagr abdo كتب: مقابر ومدافن للبيع بخصم 30% من شركة سما الاقصى:: الطفلُ العجوز قصة قصيرة Empty 08.05.24 13:33 من طرف  hagr abdo كتب: افضل موقع بيع مدافن بالقاهرة الجديدة بخصم يصل إلى 15% | اتصل الآن::


منصورة والجميع :: اقسام الادب والثقافة :: منتدى القصص والروايات :: قصص وحكيات الاطفال

كاتب الموضوع منصورة مشاهدة صفحة طباعة الموضوع  | أرسل هذا الموضوع إلى صديق  |  الاشتراك انشر الموضوع
 المشاركة رقم: #
منصورة
...::|مؤسس المنتدى|::...
...::|مؤسس المنتدى|::...
تواصل معى
https://www.manssora.com
البيانات
عدد المساهمات : 28093
تاريخ التسجيل : 04/06/2009
الجنس : انثى
المهنة : الطفلُ العجوز قصة قصيرة Office10
نقاط : 68415
العمر : 61
الطفلُ العجوز قصة قصيرة Fmfire10
الجزائر
الطفلُ العجوز قصة قصيرة Emptyموضوع: الطفلُ العجوز قصة قصيرة

الطفلُ العجوز قصة قصيرة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كتابة : سلام اليماني
من كتاب : اللــؤلــؤة
هل يوجدُ في الدنيا كلِّها طفلٌ عجوز؟

يوجَدُ، وقد رأيتُهُ وعشتُ قريباً منهُ بضعَ سنوات، وسأحكي لكم حكايتَه.
××××
ذاتَ مرّة، دخلتُ إلى دكّانٍ في حيِّنا نسمّيهِ المكتبة. كان يبيعُ خليطاً من اللوازمِ المدرسيةِ والكتبِ والصحفِ والمجلاّتِ للأطفالِ والكبار، مع ما يشتهيهِ الأطفالُ من سكاكرَ ومقبّلاتٍ ومثلّجات.. دخلتُ الدكّانَ المكتبةَ لأشتري مجلّةً للأطفالِ تعوّدتُ عليها. كان البائعُ جالساً وليس واقفاً كالعادة، وعندَهُ زَبونٌ واحدٌ هو رجلٌ نسمّيهِ “الطفلَ العجوزَ” يتصفّحُ تلك المجلّة. طلبتُ من البائعِ نسخةً منها فوقف يعتذرُ ويعبّرُ عن أسفِه؛ كانت تلك النسخةَ الوحيدةَ المتبقّية.
عاتبتُ البائعَ قائلاً:
ـ أنا أشتريها دائماً وأوصيكَ بها.
ـ معكَ حقٌّ لكنّي نسِيت.
قلتُ وأنا أسير لأخرج:
ـ لا تنسَني مرّةً ثانية.
ـ على عيني ورأسي، يا شيخَ الشباب.
هكذا أجابني البائعُ وهو يجلس. وسمِعتُ صوتَ الطفلِ العجوزِ يناديني بأسلوب الأولاد:
ـ تعالَ لا تذهب. تعالَ خذْها.
أجبتُهُ وأنا عائدٌ بخجلٍ وارتباك:
ـ لكنّكَ أخذتَها قبلي.
ـ تعالَ، هيّا. سأدبِّرُ غيرَها من السوق.
ـ شكراً يا عمّ.
ودفعتُ للبائعِ ثمنَ المجلّةِ وخرجتُ مسرعاً ملهوفاً، أبحثُ عن أحدٍ من رفاقي لأنقلَ لـه النبأَ الخارقَ للعادة: لقد كلّمتُ الطفلَ العجوزَ وكلّمَني أيضاً.. عقلُهُ يشبهُ تماماً عقلَ الكبارِ.
في اليومِ التالي، وحين نقلتُ النبأ لرفاقي في المدرسةِ سَخِروا منّي جميعاً يقولونَ بأصواتٍ مختلطة:
ـ أَلأنهُ فضّلَكَ على نفسِهِ في شراءِ المجلّة؟
ـ الأولادُ المهذَّبونَ يفعلونَ ذلك أيضاً.
ـ يعني أنهُ ولد.
ـ طفلٌ عجوز.
××××××××
منذُ سنواتٍ بدأنا نراهُ في حيِّنا، وبعدَها اكتشفنا أنه هو الذي ابتنى تلك الدارَ الصغيرةَ ذاتَ الحديقة، الواقعةَ في أقصى بيوتِ الحيِّ منعزلةً عنها ومتّصلةً بالبريّة.
رجلٌ كبيرُ السنِّ أشيَبُ الشعرِ أنيقُ الثياب، يمشي لطيفاً هادئاً ويتلفّتُ في مشيِهِ كالأطفال. لم يكنْ يلتفتُ إلى الناسِ ولا إلى السيارات، بل يتأمّلُ الأشجارَ والعصافيرَ العابرةَ وواجهاتِ الدكاكين. كان بملامحِ وجههِ المُنَمنَمة، وجبهته العريضةِ الصافية، وابتسامتِهِ التي لا تفارقُ وجهَه، كانَ كالطفلِ تماماً ولكنّهُ عجوز. لِحيتُهُ الشائبةُ القصيرةُ التي تكسو أسفلَ ذقنِه، لم تكنْ تزيدُهُ كِبراً ولا هَيبةً بل طفولة. كانَ كلّما رأيناه يثيرُ دهشَتَنا وفُضولَنا وتساؤلاتِنا الكثيرة.
كانت حديقة حيّنا مكانَهُ المفضّل، وهي حديقةٌ فوضويّةٌ بائسة، أنشأتها البلديّةُ من بقايا بستانٍ قديم. كان مَقعدُهُ المفضّلُ فيها تحتَ شجرةٍ ضخمةٍ غريبةٍ تنتجُ ثماراً كالتينِ لا تنضجُ ولا تؤكل، والشجرة لا تخلو من الغِربانِ فكنّا نسمّيها “شجرةَ القاق”.
ولعلّهُ اختارَ الجلوسَ تحتَها لأنّ الناسَ كانت تتجنّبُها ابتعاداً عن الغربان. كان يجلسُ هناك ساعاتٍ طويلة، يتأمّلُ الحديقةَ بدهشتِهِ وابتسامتِهِ الدائمتينِ كأنهُ يراها أوّل مرّة، وبين يديهِ صحيفةٌ أو مجلّةٌ أو كتاب، يقرأُ حيناً ويتأمّلُ ما حولَهُ حيناً آخَر. أمّا عندما يرى أولادَ الحيّ قادمينِ صاخبين، فكان يغلقُ ما يقرأُهُ وينهضُ مبتعداً بهدوءٍ وعلى وجهِهِ ابتسامةُ الرِضى التي لا تفارقُه.
كنتُ ورفاقي نراهُ أحياناً في مكتبةِ الحيِّ حين ننصرفُ من المدرسة. حينَ ندخلُ تلك الدكانَ الصغيرةَ المحشوّةَ حشواً بـ “كلِّ شيء”، كانَ الطفلُ العجوزُ يخرجُ إلى الرصيفِ مؤجِّلاً دَورَهُ في شراءِ طلبِه، وينتظرُ خروجَنا متأمّلاً معروضاتِ واجهةِ المكتبة، فنُقيمُ الدكّانَ ونُقعِدُها بصخَبِنا وتزاحُمِنا وطلباتِنا المتلاحقة، نفعلُ ذلك بكلِّ حريّةٍ لا نحرجُ أحداً ولا يُحرِجُنا أحد.
لكننا بعدَ الخروجِ من المكتبة، كنّا نحاولُ أن نبقى قربَها لنعرفَ ما سوف يشتريهِ الطفلُ العجوز. لقد تعوّدْنا رؤيتِهِ وقد اشترى مجَلّةً أو قصّةً للأطفال. المثيرُ لفضولِنا في هذا الشأنِ أن هذا الرجُلَ بلا زوجةٍ ولا أولاد. ولم نكنْ نظنُّ أقلَّ الظنِّ بأنه يشتري مطبوعاتِ الأطفالِ هذه، كي يهديَها إلى بعضِ الصغارِ من معارِفِهِ أو أقاربِه، لأننا كنّا نراهُ طفلاً ونعتقدُ أنه سينفردُ بها في بيتِهِ المليءِ بالأسرار، ثم يعكفُ على قراءتِها طيلةَ الليل..
بعضُنا كان يظنّهُ مجنوناً. وبعضُنا الآخَرُ كانَ يظنّهُ متخلّفَ العقلِ، كبُرَ جسمُهُ وشاخَ لكنّ عقلَهُ بقي كما كان منذ الطفولة، وكان بعضُنا يردُّ على هذا الرأيِ بالقول: لو كان كذلك، لكانَ عقلُهُ وحدَهُ بقيَ صغيراً، لكنْ انظروا إلى ملامِحِ وجهِه؛ إنّها ملامحُ طفلٍ صغير!! وهكذا بقيَ عجوزنا سرّاً من الأسرارِ مستعصياً على فهمِنا وتفسيرِنا، فكنّا نتحاشى الاقترابَ منهُ أو محادثتَه. وبصراحةٍ أكثر: كنا نشعرُ نحوَهُ بشيءٍ من الحذرِ والرَيبة.
××××××××××
بعدَ سنتينِ من حادثتي معه في المكتبةِ وتفضُّلُهُ عليَّ بِمجلّةِ الأطفال، كنتُ في الصفِّ السادسٍ وفي أواخرِ السنةِ الدراسية. خرجْنا من المدرسةِ غيرَ متزاحمين، فقد كبرنا وصرنا نعتبرُ أنفسَنا رِجالاً ولا يليقُ بنا التزاحمُ. وكالعادة دونَ أن نقصِد، نظرْنا نحو بيتِ الطفلِ العجوز الذي يظهرُ في آخرِ الشارعِ وآخرِ الحيّ. كانَ على البابِ نعشٌ وبضعةُ رجالٍ بين واقفٍ وجالس.
تبادلْنا النظرَ دونَ كلام، وسارَ معظمُنا نحو المكانِ ببطءٍ وتردّدٍ في البداية، ثم بعزمٍ وتصميم. خلالَ مسيرِنا سمِعْنا صوتَ المؤذّنِ يقرعُ فضاءَ الحيِّ:
ـ يا إخوان، أخوكم “سعيدُ السعيد” توفّي إلى رحمةِ الله.
تجمّدْنا من المفاجأة؛ سعيدُ السعيد؟! إنه كاتبُنا المفضّلُ الذي نقرأُ لـه في مجلّةِ الأطفال، ولا يخلو بيتُ أيٍّ منا من أحدِ كتبِه.. كاتبُنا الذي اشتهرَ بينَنا بحكاياتِهِ المبتكَرةِ الرائعةِ وشعرِهِ الرقيقِ العاطفيِّ الجميل.. ووجدْنا أنفسَنا يقولُ بعضُنا لبعض: أسرعوا أسرعوا.
كان المؤذّنُ قد انتهى من إعلامِ أهلِ الحيّ، وقد خرجَ بعضُهم من دكاكينهِم وبيوتِهم يستوضحونَ النبأ، وبدؤوا يعودون إلى البيوتِ والدكاكينِ متراخينَ غيرَ مبالين؛ كانوا لا يعرفونَ المتوفّى معرفةً وثيقة، ولا يكادُ بعضُهم يعرفُ بعضاً في هذا الحيِّ البائسِ المبنيِّ كيفما كان في طرفِ المدينة، الذي تجمّعَ فيهِ أفقرُ فقرائها كيفما كان أيضاً.. وكنت ورفاقي نشدُّ السيرَ نحوَ بيتِ المرحوم.
كانت المسافةُ قريبةً لكنّ لهفتَنا جعلَتنا نحسّها بعيدة.
وكانت عزيمتُنا شديدةً لكنّ رهبةَ الموتِ قصّرَتْ خطواتِنا وكبحَتْنا كما تكبحُ الفَراملُ السيّارة. ولأوّلِ مرّةٍ في حياتي عرفتُ كيفَ يكونُ المكانُ قريباً وبعيداً في الوقتِ نفسِه، وكيف يكونُ الزمانُ قصيراً وطويلاً في الوقتِ نفسِه.
أخيراً وصلنا إلى بيتِهِ، فأسرعَ أحدُ الرجالِ يطردُنا بمَلَلٍ ودونَ اكتراث:
ـ ماذا تفعلونَ هنا؟ يوجدُ ميّت.
أجبتُهُ بشيءٍ من الشجاعة:
ـ أنا سأبقى، وسأحضُرُ دفنَ الأستاذ.
أجابَ الرجُلُ باستنكارٍ وعدمِ احترام:
ـ من أينَ لـه الأستَذة؟! هذا أبو الأولاد.
أجبتُ منزعجاً ومصحّحاً:
ـ ليس لـه أولاد.
فقال الرجُلُ بلهجةٍ عدائيّة:
ـ نحن نسمّيهِ “أبو الأولاد” لأنه يكتبُ في مجلّةِ الأولاد. هل فهمتَ أم أعيدُ عليك؟
نظرتُ إلى رفاقي أستنجدُ بِهم على هذا الرجلِ العديمِ العقلِ والعاطفة، والذي جاءَ بنفسِهِ ليأخذَ المرحومَ إلى مثواهُ الأخيرَ وهو لا يحترمُه. ولم يمهلْني الرجلُ كثيراً بل عاجلَني هو ورجلٌ آخرُ بجانبه:
ـ روحوا يا أولاد، روحوا. الموتُ ليس فُرجة.
لكنّ واحداً من رفاقي كانَ خلالَ هذه المجادَلة ينظرُ من النافذةِ إلى داخلِ البيت، ويهتفُ بنا: تعالَوا تفرّجوا.
أسرعْنا كلّنا وتجمّعْنا على نافذتي الغرفة ننظرُ إلى الداخل. لم تكنْ تلك الغرفةَ التي وضعوا فيها المرحومَ بل غرفةُ مكتبتِه. كانت كلّ جدرانِها وأرضِها مغطّاةً بالكتبِ والمجلاّتِ والصحف، بين قديمٍ وجديدٍ وسميكٍ ورقيقٍ وعربيٍّ وأجنبيّ. وسمِعْتُ الرجُلَ الرديءَ يصيحُ من ورائنا:
ـ روحوا خلّصونا. الموتُ ليس فُرجةً، أفّ!!
رُحنا إلى الحيّ، وبعدَ ساعةٍ كنّا قد اخبرْنا جميعً رفاقِنا وأهلَنا، وكنّا جميعاً حولَ قبرِ المرحوم. حين أودعوهُ الثرى بكينا بدموعٍ غزيرة، وحين انتهَوا من إهالةِ الترابِ عليهِ نثرنا على تُربتِهِ الآسَ والزهور. إنه طفلُنا العزيزُ على قلوبِنا، طفلُنا العجوزُ الغريبُ الطِباع، الذي لا نريدُ لذكراهُ أن تشيخ .







الموضوع الأصلي : الطفلُ العجوز قصة قصيرة // المصدر : منصورة والجميع // الكاتب: منصورة
توقيع : منصورة




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


01.11.18 18:10
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
...::| مشرف |::...
الرتبه:
...::| مشرف |::...
الصورة الرمزية

محمد وهب سراج

البيانات
عدد المساهمات : 11182
تاريخ التسجيل : 07/03/2011
الجنس : ذكر
المهنة : الطفلُ العجوز قصة قصيرة Studen10
نقاط : 16970
العمر : 29
الطفلُ العجوز قصة قصيرة Fmchro10
الجزائر

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: رد: الطفلُ العجوز قصة قصيرة


بـارك الله فيـك ونفـع بـك
وجـزاك الله خيـر الجـزاء
علـى حسـن الإختيـار والطـرح المفيـد
فـي إنتظـار المزيـد

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]






توقيع : محمد وهب سراج




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]







الكلمات الدليلية (Tags)
الطفلُ العجوز قصة قصيرة,الطفلُ العجوز قصة قصيرة,الطفلُ العجوز قصة قصيرة,


تعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة