بنزرت معالم أثرية ومناطق تارخية

بنزرت
معالم أثرية ومحميات طبيعية
تعتبر ولاية بنزرت من أهم المواقع الإستراتيجية في جنوب المتوسط مما جعلها مطمعا دائما للإمبراطوريات والغازين , ملجآ المهجرين وبغية الفاتحين الذين اثروا جمالها الطبيعي الفريد بإنشاءات مختلفة تحولت إلى أثار تبهر الزائرين وتستفز الاكادميين في انتظار تعهدها من المسؤولين وتثمينها من المستثمرين ...
من اوتيك إلى سجنان مرورا ببنزرت المدينة زارت"الصباح "ابرز المواقع الأثرية والمحطات البيئية بالولاية فكان التحقيق التالي .
اوتيك
أول عاصمة في تاريخ البلاد
يكفي اوتيك فخرا أنها أول مدينة بنيت في بلادنا ..إذ اختارها التجار الفينيقيون سنة 1101 قبل الميلاد كعاصمة لإمبراطوريتهم الناشئة في شمال إفريقيا و لتكون نقطة توسعهم في القارة القديمة .. أفل مجد الفنيقيين فحكمها القرطاجنيون ثم الرومان مثلما تشي بذلك شواهد عديدة أبرزها القنطرة الأثرية ,الحمام الروماني والمسرح الأثري ,ملعب المصارعة الدائري و هي من المعالم المحمية بالبلاد التونسية حسب القانون عدد 241 لسنة 2001 .. كما تشهد لوحات وقطع فسيفساء المعروضة في متحف المنطقة تحت حراسة تماثيل رائعة مختلفة الأحجام على عظمة المدينة عبر العصور ..و لكنها في الوقت الحالي تنتظر تثمينها ثم عودة المستكشفين في مرحلة لاحقة لدراسة مخزونها الحضاري و استغلاله لخلق نشاط سياحي ..
غار الملح
مدينة الأبراج
على بعد 20كم عن اوتيك تقع مدينة غار الملح التي سماها القدماء"ريسكامونا"و"بورتو فاربينا"..منطقة خصتها الطبيعة بجمال قل نظيره في العالم إذ يلتقي في جيدها البحر والبحيرة والجبل والغابة ولم تكتف بذلك بل استأثرت بموقع استراتيجي أغرى ملوك المتوسط فتنافسوا لكسب ودها باذلين لذلك مخزونا تراثيا وحضاريا متنوعا . مما جعل ساحلها يشهد تعاقب الأندلسيين العثمانيين الذين فتنوا بها بعد أن بناها الفينيقيون واتخذوها مستوطنة ينطلقون منها إلى القارة القديمة .
ويحرس المدينة ثلاث أبراج أشهرها برج باب تونس الذي أنجز سنة 1659 واعتبر معلما اثريا منذ سنة 1922.. وهو حصن دفاعي دائري الشكل يتكون من حوالي 30 غرفة.. يطغى عليه اللون الأصفر ويشرف على البحر شمالا كما يراقب القرية الجبلية الجميلة جنوبا . وقد تابع من أعلاه سكان المدينة مرور ابن أبي ضياف ب "الصباط " ثم "القشلة" ليركب البحر متجها إلى باريس في ناقلة صنعت بأيدي أبناء المدينة في دار السفن التي صممها المهندس موسى الغرناطي وبقيت قائمة إلى الآن ...
ولكن مآثر السابقين لم تقنع بعد المسؤولين الحاليين باستنفار جهودهم لتطوير المنطقة واستغلالها سياحيا خاصة أنها تحوز على شاطئ فريد يحرسه الولي الصالح"سيدي علي المكي"من مقامه المرتفع الذي يراقب منه أيضا أوضاع أهل مدينة رفراف.المجاورة.
رفراف
الإبداع الأندلسي
رفراف او جناح الطائر حسب التسمية العربية فضاء حلقت فيه الحضارات من الفينيقية إلى الأندلسية التي لا تزال شواهدها حاضرة في كل شبر من المدينة ؛فهي موجودة على أبواب المنازل و داخلها أين تبدع النساء في فنون الحياكة و النسيج أما الرجال فقد خبروا خدمة الأرض و اختصوا في زراعة الكروم بطريقة متميزة ..
و تنهي الأراضي الزراعية إلى غابة تحيل بدورها على ساحل بديع يطل على جزيرة "القمة النارية " او كما ينطقها المتساكنون "قمنارية ".
بنزرت المدينة
حاضنة التاريخ
من رفراف إلى منطقة لا تقل عنها سحرا , بنزرت التي تحولت عبر الزمن من مرسى فينيقي صغير إلى مدينة كبيرة تدين بتطورها إلى العثمانيين و الأندلسيين الذين تركوا فيها .معالم رائعة أربعة منها محمية ؛القصبة ,الأسوار , القصيبة والحصن الاسباني المحيط ب حي الأندلس قلب المدينة العتيقة التي لا تختلف عن أي حاضرة إسلامية بتخطيطها الشعاعي الذي يبوأ الجامع الكبير المكانة المركزية لتجاوره مساكن ذات طابع معماري فريد تعقبها فضاءات مخصصة "للصنايعية كالعطارين"الحدادين والنجارين. وتنتشر المواقع الأثرية في كل شبر من المدينة العتيقة ومن أبرزها دار سيدي جلول وزوايا سيدي المسطاري وسيدي التيجاني ...
أقصى نقطة في شمال إفريقيا
تنتظر الحد الأدنى من الاهتمام
على بعد 17 كم من مدينة بنزرت يوجد رأس انجلة -رأس الملائكة –الذي يمثل أقصى نقطة في إفريقيا شمالا ويتميز بشواطئه الجميلة ومنارته القديمة .ورغم أهمية المنطقة فان تدخل المسؤولين لتثمينها لم يتعد نصب مجسم معدني سنة 2014 وزيارته سنة 2015 في حين كان عليهم تسويقها للمستثمرين ..
وان كانت الجهة الشرقية تزخر بالمعالم الأثرية فان الجهة الغربية من الولاية تحتوي على مناطق طبيعية جميلة جدا على غرار أرخبيل جالطة و محمية اشكل بتينجة و واد الزيتون بغزالة و شواطئ كاب سراط و سيدي مشرق بسجنان .
أرخبيل جالطة
أرخبيل جالطة يتبع إداريا معتمدية بنزرت الشمالية ولكنه اقرب مسافة إلى شاطئ كاب سراط بمعتمدية سجنان .و يتكون الأرخبيل المحمي من 6 جزر هي,جاليطون ,الفوشال و جزر الكلاب الثلاث و جالطة التي تعتبر أكبرها بمساحة قدرها 10 كم مربع . تعتبر الثروة النباتية محدودة في الجزيرة البركانية اذ تقتصر على بعض أشجار الزياتين و الكروم والتين أما الثروة الحيوانية فهي و متنوعة فعلى قمم مرتفعاتها تسود الصقور كما تتواجد بها أعداد كبيرة من طيور النورس و الحسون و تعيش في مياهها الصافية السلاحف و كلاب البحر و الفقمات إلى جوار ثروة سمكية هامة جعلتها مطمعا للعابثين ...
موقع الجزيرة الاستراتيجي أغرى الفينيقيين و الرومان الذين استوطنوها حسب ما تثبته المدافن و العملات التي عثر عليها .. لكنها تحولت أثناء الاستعمار إلى منفى للوطنيين كالزعيم الحبيب بورقيبة و بقيت منذ ذاك الحين معزولة نظرا لغياب خطوط النقل البحري المنتظمة باستثناء بعض الرحلات التي تنطلق من طبرقة وفق شروط مشددة مما أعاق استغلالها في أنشطة تستقطب السائح الوطني والأجنبي.
محمية اشكل تينجة
موقع فريد ينتظر التدخل المفيد
وإن كان أرخبيل جالطة يعتبر محمية وطنية فان الحديقة الوطنية باشكل من معتمدية تينجة هي محمية دولية و هي الموقع الوحيد في العالم المرسم بالاتفاقيات الثلاثة لحماية الطبيعة كما أنها موجودة على قائمة محميات الكائنات الحية و محيطها و هي تعتبر من التراث الدولي الطبيعي و الثقافي لليونسكو منذ سنة 1991 ..وقد كانت المحمية أهلة على مر العصور حسب ما تأكده الآثار الرومانية .
هذا التفّرد الكوني والثراء التاريخي قد يشي للبعض أن المحمية مزار دائم لآلاف السياح و أن قاطنيها –أكثر من 130 عائلة - في رغد العيش لكن الواقع يفند ذلك إذ أنها بالكاد تستقطب رحلات قادمة من داخل الجمهورية في العطل المدرسية بسعي من الإطار التربوي و الجمعيات المهتمة بالبيئة ثم تقل فيها الحركة تدريجيا لتبقى الجنّة التي تمتد 12600 هك هادئة حتى ظهور أسراب الطيور المهاجرة في فصل الشتاء .
وادي الزيتون غزالة
جمال يعاني من الإهمال
خلف محمية اشكل من الجهة الغربية تقع شلالات وادي الزيتون التي تم اكتشافها سن 2008 و هي تتفرع بين الشلالات الصغرى الموجودة ب قرية الفجاجرة و الشلالات الكبرى بمنطقة البلالمة و التي يبلغ ارتفاعها أكثر من 30 متر.. وتنتظر هذه المناطق تدخل الرسميين لإدراجها في المسار السياحي الوطني و تشجيع المستثمرين على استغلالها
كاب سراط سيدي مشرق سجنان
شواطئ جميلة واحداثات قليلة
تمتاز سواحل سجنان بشواطئها النظيفة ك" لوكا" و" كاف عباد " وتنفرد منطقة كاب سراط بالجمع بين الشاطئ الرملي و الصخري و الغابة و الجبل و الوادي أما شاطئ سيدي مشرق فقد ترك الغابرون فيه أثارهم لتكون عبرة للعابرين .
..هذه الشواطئ الجميلة إضافة إلى التراث البربري لم يستغلا إلى حد الآن في أنشطة سياحية ..و ما يوجد من محطات خدمات هي مبادرات فردية لا ترقى إلى مستوى الوحدات الفندقية . التي تستطيع جذب أصناف من السواح المواطنين و الأجانب المغرمين بالصيد البري و البحري .
ما تقدم يختزل في سطور قليلة جمال بعض المناطق في ولاية بنزرت و نترك لزائرها متعة اكتشاف دررها في رأس الجبل ,الماتلين,منزل عبد الرحمان منزل جميل و الماثلين وماطر و منزل بورقيبة .. وهي مناطق تنتظر التفاتة من المسؤولين عن السياحة و البيئة لتطويرها .
بتزرت المدينة

وادي الزيتون غزالة

غار الملح



الجوابي بحر الماتلين

اوتيك