أهلا وسهلا بك إلى منصورة والجميع للتسجيل اضغط هنا التسجيل.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
تفسير القرآن الكريم المرئي -سورة المطففين 83 - الدرس ( 6 ): تفسير الآيات 29 – 36 ، الموازنة الدقيقة بين أحوال الكفار والمؤمنين يوم القيامة . لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد ، وعلى آله وأصحابه الطيّبين الطاهرين ، أمناء دعوته ، وقادة ألوِيَتِه ، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات . الفوز العظيم أن ينجو الإنسان من عذاب الدنيا وعذاب الآخرة معاً : أيها الأخوة الكرام ؛ من سنن الله في كتابه أنه يصف أهل الجنة وأهل النار ، أنه يرغب ويحذر ، أنه يجمع بين الإيجابيات وبين السلبيات ، هذا يسمى توازناً ، أي هذا الداعية الذي يهتم فقط بعذاب النار ، بالحنش الأقرع بالقبر ، هذه المعلومات المخيفة إذا اكتفيت بها فلست حكيماً ، هناك جنة وهناك نار ، هناك نعيم وهناك عذاب ، فلا بد من التوازن ، فالذي يكتفي بالسلبيات في الدين يقع في خطأ كبير ، الله وصف أهل النار وبعد أهل النار أهل الجنة، هذا التنوع في الوصف يجعل في الإنسان توازناً ، اما إذا اكتفينا بالسلبيات ، إذا اكتفينا بالتحذير، إذا اكتفينا بأنواع العذابات التي تصيب الإنسان ، هذه الدعوة ليست موفقة ، أخذت جانباً سلبياً فلذلك الآن بعد أن حدثنا الله عن المؤمنين ، عن الأبرار في عليين ، كتاب مرقوم ، يشهده المقربون إن الأبرار لفي نعيم ، الآن دخلنا في الطرف الآخر ، الله عز وجل يقول : ﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُون﴾ [سورة المطففين:29] في الحقيقة الإنسان حينما يبتعد عن الله عز وجل كأنه مجرم في حق نفسه ، أنت مخلوق للسعادة : ﴿إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُم﴾ [سورة هود:119] ﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُون﴾ [سورة المطففين:29] والحقيقة الإنسان حينما يولد كل من حوله يضحك وهو يبكي وحده ، فإذا وافته المنية في الأعمّ الأغلب كل من حوله يبكي ، فإذا كان بطلاً يضحك وحده ، المؤمن إذا دنا أجله يرى مقامه في الجنة فيقول : لم أر شراً قط ، وغير المؤمن حينما يرى مكانه في النار يقول: لم أر خيراً قط ، كل متاعب الدنيا متاعب التكليف ، سمي التكليف تكليفاً لأنه ذو كلفة، يوجد غض بصر ، يوجد ضبط لسان ، يوجد استقامة على أمر الله ، يجب أن ترعى هذه الحواس الخمس ، هذا التكليف سمي التكليف تكليفاً لأنه ذو كلفة ، فيه جهد . للتقريب إنسان يركب دراجة ، وصل إلى مفترق الطرق ، طريق هابطة وطريق صاعدة ، لراكب الدراجة الطريق الهابطة مريحة جداً ، لا يوجد جهد ، والطريق معبد ، ويوجد فيه رياحين وأزهار ، لكن هذا الطريق المريح المحبب ينتهي بحفرة ما لها من قرار ، فيها وحوش كاسرة ، مكتوب بأول الطريق ، وهناك منظار تحب أن تقرأ اقرأ ، تحب أن ترى معالم هذه الحفرة انظر في هذا المنظار ، ويوجد طريق صاعدة متعبة ، فيها أكمات ، فيها حفر ، لكن هذه الطريق الصاعدة تنتهي ببستان وحديقة غناء ، فيها ما تشتهيه الأنفس ، فالإنسان إذا حكّم حواسه وغرائزه يختار الطريق الهابطة ، أما إذا حكّم عقله فيختار الطريق الصاعدة ، إن عمل الجنة حزن بربوة ، وإن عمل النار سهل بسهوة ، يكفي أن تفعل ما تشاء ، أن تأكل ما تشاء ، أن تلتقي مع من تشاء ، أن تذهب إلى أي مكان تشاء ، هذا التسيب في الحركة يسبب عذاباً أليماً يوم القيامة ، فالبطولة أن تعرف الحق في الوقت المناسب ، لذلك ما خير بعده النار بخير - كلام سيدنا علي- وما شر بعده الجنة بشر ، وكل نعيم دون الجنة محقور ، وكل بلاء دون النار عافية ، أي أن تنجو من عذاب الدنيا والآخرة ذلك هو الفوز العظيم ، هذا الفوز العظيم أن تنجو من عذاب الدنيا ومن عذاب الآخرة معاً . أشدّ أنواع الظلم أن يظلم الإنسان نفسه : لذلك إن الذين أجرموا أي أجرم بحق نفسه طبعاً ، و هناك جريمة بحق الآخرين، لكن بالحقيقة أشدّ أنواع الظلم أن تظلم نفسك ، أن تظلم نفسك هذا أشدّ أنواع الظلم ، هي خلقت لجنة عرضها السموات والأرض دقق : ﴿إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُم﴾ [سورة هود:119] خلقهم ليرحمهم ، خلقهم ليسعدهم : ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَان﴾ [سورة الرحمن:46] جنة في الدنيا ، وجنة في الآخرة ، حتى أن بعض كبار العلماء قال : ماذا يفعل أعدائي بي ؟ بستاني في صدري إن ابعدوني فإبعادي سياحة ، وإن حبسوني فحبسي خلوة ، وإن قتلوني فقلي شهادة و، النبي قال : (( عجباً لأمر المؤمن ، إن أمره كله خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن . إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ، وليس ذلك لغير المؤمن )) [ أخرجه أحمد في مسنده عن صهيب ] للتقريب إذا تصورنا حياة الإنسان خطاً بيانياً ، هذا الخط البياني صاعد ، كان طفلاً صغيراً كبر دخل المدراس ، نجح نال شهادة عليا ، تعين بوظيفة جيدة ، اشترى بيتاً ، تزوج ، صاعد صاعد صاعد ، يأتي الموت يصبح الخط من درجة عالية في الصعود إلى الحضيض بثانية واحدة ، مات ، فقد بيته ، فقد أولاده ، فقد أهله ، فقد زوجته ، فقد مكانته ، فقد ثروته ، فقد مركبته ، فقد نشاطاته في الدنيا المحببة إليه ؛ السياحة والسفر واللقاءات والولائم والدعوات ، فهذا خطه البياني صاعد والموت يجعل هذا الخط في الحضيض بثانية واحدة ، مات ، ليس البيت له ، ولا مركبته له ، وكل إمكاناته ، وكل نشاطاته ، وكل مكانته انتهت بالموت ، أي كلنا كل أمالنا ومكانتنا على قطر الشريان التاجي ، ميلي وثلث ، فإذا تضيق هذا الشريان التاجي دخل الإنسان في متاهة مع صحته ، متاهة كبيرة جداً ، هذا المؤمن له ترتيب آخر ، خطه البياني صاعد صعوداً مستمراً ، والموت نقطة على هذا الخط ، أما المجرم فهو مجرم بحق نفسه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِين﴾ [سورة المطففين:29-31] دخل كبير ، مكانة اجتماعية ، بيت فخم ، مركبة فارهة ، نزهات ، لقاءات ، وحفلات : ﴿وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِين﴾ [سورة المطففين:31] لكنهم ما أدخلوا الموت في حساباتهم ، ما أدخلوا أن ينتقل من هذا البيت الجميل إلى قبر ، من هذه المكانة الاجتماعية إلى قبر ، من هذه الثروة الطائلة إلى قبر ، من هذه المتع التي يعيشها إلى قبر ، القبر ينهي قوة القوي وضعف الضعيف ، غنى الغني وفقر الفقير ، وسامة الوسيم ودمامة الدميم ، ينهي كل شيء . الإنسان خاسر لأن مضي الزمن يستهلكه : ما هي البطولة ؟ إنك أيها الإنسان في الحقيقة زمن ، إنك بضعة أيام كلما انقضى يوم انقضى بضع منك ، أنت زمن ولأنك زمن أقسم الله لك بمطلق الزمن ، قال لك : ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْر﴾ [سورة العصر:1-2] أنت خاسر لماذا يا رب ؟ قال : لأن مضي الزمن وحده يستهلكك ، من هنا قال : ﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُون﴾ [سورة المطففين:29] اسمعوا لهذه الكلمة : العبرة لمن يضحك آخراً ، هناك من يضحك في أول حياته ، في إقبال الدنيا عليه ، هناك من يضحك قبيل وفاته حينما يرى مقامه في الجنة : ﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ﴾ [سورة المطففين:29-30] لا يفهم شيئاً في هذه الدنيا ، لا يعرف أن يعيش ، لا يستمتع ، محدود الأفق ، لم يفهم حقيقة متاع الدنيا : ﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِين﴾ [سورة المطففين:29-31] من لم يكن على الحق فهو على الباطل : أخواننا الكرام ؛ بالنهاية إن لم تكن على طريق الحق فأنت قطعاً على طريق الباطل: ﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ﴾ [سورة القصص:50] أنت أمام طريقين صاعد وهابط ؛ كما ذكرت قبل قليل الطريق الصاعد يوجد جهد ، يوجد كلفة ، يوجد ضبط نفس ، يوجد ضبط لسان ، ضبط عين ، ضبط خواطر ، هذا الضبط ثمنه الجنة : ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [سورة النازعات:40-41] الجنة جزاء ، ضبط نفسه ، ضبط دخله ، ضبط إنفاقه ، ضبط لقاءاته ، ضبط نزهاته ، ضبط حفلاته ، يوجد حفلات منضبطة بالشرع ، وحفلات غير منضبطة بالشرع : ﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ﴾ [سورة المطففين:29-30] فالعبرة لمن يضحك آخراً : ﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ ﴾ [ سورة السجدة: 18 ] أي إن الإنسان إذا لم يؤمن سيفسق قطعاً : ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا﴾ [سورة الجاثية:21] سعادة المؤمن الكبيرة أن الله وعده بالجنة : هل تقبل أن الله يعامل المحسن كالمسيء ؟ مستحيل : ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ*دقق* سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُون﴾ [سورة الجاثية:21] أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً ؟ ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُون﴾ [سورة الجاثية:21] مرة بلقاء إيماني قال لي شخص : المؤمن سعيد ؟ لا ، ليس سعيداً ، هكذا قال لي، في الحقيقة أنا استغربت السؤال ، قلت له : اشرح ؟ قال لي : المؤمن إذا كان هناك موجة حر يتحملها مثله مثل غير المؤمن ، إذا كان هناك غلاء أسعار يتحملها ، الحقيقة ألهمني الله جواباً دقيقاً جداً ، قلت له : إذا كان الإنسان فقيراً جداً جداً ، عنده ثمانية أولاد ، وبيته صغير ، وعليه دعوى إخلاء ، ودخله أقل من مصروفه بكثير ، يعاني ما يعاني ، قلت له : هذا الإنسان له عم يملك خمسمئة مليون ، ولا يوجد عنده أولاد ، ومات بحادث ، ما الذي حصل ؟ هذا الفقير فقر مدقع بثانية واحدة ، بثانية موت هذا العم الغني الكبير انتقل إليه خمسمئة مليون ، لكن إجراءات حصل الإرث ، ونقل الملكية ، تحتاج إلى وقت ، أي قبل سنة لا يستطيع أن يأخذ قرشاً ، امتلك خمسمئة مليون لكن يوجد إجراءات دقيقة جداً ومديدة طويلة ، لماذا هذا الإنسان الذي ورث خمسمئة مليون في السنة الأولى قبل أن يقبض درهماً واحداً هو أسعد الناس ؟ ما سبب سعادته؟ سبب سعادته أن الله وعده قال : ﴿أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ﴾ سبب سعادته أنه بعد حين سيأخذ هذا المبلغ : ﴿أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [سورة القصص:61] ما الذي يمتص متاعبنا كلها ؟ وعد الله لنا بالجنة ، يكون الإنسان أحياناً بيته صغير لكنه موعود بالجنة ، دخله محدود موعود بالجنة ، عنده مشكلة بصحته موعود بالجنة ، فالمؤمن سبب سعادته الكبيرة أن الله وعده بالجنة ﴿أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ﴾ [سورة القصص:61] استهزاء الكفار بالمؤمنين : قال هؤلاء - الطرف الآخر- : ﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِين﴾ [سورة المطففين :29 -31] بيت ، و دخل كبير ، ومركبة فارهة ، ومكانة اجتماعية ، وتفوق في الدنيا ، وسيطرة على أشياء كثيرة : ﴿وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّون﴾ [سورة المطففين:32] العبارات المتداولة : أفقه ضيق ، لا يرى الدنيا ، لا يرى مباهج الدنيا ، لا يستطيع أن يستمتع بالدنيا . الفلاح الحقيقي أن ينجح الإنسان فيما خلق له : ﴿وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ * فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُون﴾ [سورة المطففين:33-34] فما البطولة ؟ من يضحك آخراً لا من يضحك أولاً ، فالمؤمن تعرف إلى الله ، تعرف إليه من آياته الكونية ، بتفكره بآياته الكونية ، وبنظره إلى آياته التكوينية ، أفعاله ، وبتدبره بآياته القرآنية ، تعرف إليه ، واستقام على أمره ، وتقرب إليه بالعمل الصالح ، هذا المؤمن بالطريق الذي خلق من أجله ، هذا الإنسان الوحيد يسمى فالحاً ، والفلاح غير النجاح ، النجاح محدود ، قد تنجح في علاقتك بزوجتك ، قد تنجح مع أولادك ، قد تنجح في عملك ، أما هذا النجاح الجزئي فلا يسمى فلاحاً ، الفلاح الحقيقي أن تنجح فيما خلقت له ، خلقت للجنة أن تنجح في سلوكك طريق الجنة ، خلقت لجنة عرضها السموات والأرض أن تنجح في طاعة الله ، لذلك قال تعالى : ﴿فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾